تجربة كلود برنار على الأرانب، موضوع يبدو غير مألوف للبعض، فمن هو كلود برنار؟. وما علاقة تجربته بالأرانب؟. هذا ما سنتناوله سوياً في هذا الموضوع على موقع “إيلاف“.
من هو كلود برنار؟
هو عالم فرنسي شهير، مؤسس المدرسة التجريبية العلمية، كما أنه صاحب عدة أبحاث هامة. ولد كلود برنار عام 1813 ميلادياً، في مدينة سان جوليان الفرنسية. درس الصيدلة، وله عدة مؤلفات تعتبر من أمهات الكتب في المجال الطبي وعلوم الفيزيولوجيا الحديثة.
هو من أبرز مكتشفين الطب في دور الكبد في المحافظة على السكر في الدم. قام كلود برنار بالعديد من التجارب على الحيوانات والمعروفة باسم تشريح الأحياء، ومن أبرزها التجربة التي قام بها على الأرانب.
لدى كلود عدة اكتشافات علمية هامة منها:
- فهم دور عصارة البنكرياس في هضم الدهون.
- فهم دور الكبد في افراز الغلوكوز.
- اكتشاف الاستتباب.
نص تجربة كلود برنار على الأرانب
أحدهم أحضر لكلود أرانب من السوق وحين وضعها على طاولة المختبر تبولت. فلاحظ بالصدفة أن بولها صافٍ وحمضي، فأندهش كلود كثيرًا لأن عادةً ما يكون بول الأرانب مكدر اللون وغير حمضي لأنها حيوانات عاشبة. وبول الحيوانات اللاحمة هو ما يكون صافيًا وحمضيًا.
فلاحظ الحموضة في بول الأرانب أنها أُخضعت لنظام غذائي يناسب الحيوانات اللاحمة. وافترض أنها لم تذق الطعام منذ فترة طويلة. كما أنها تحولت بفعل الإمساك الطويل عن الأكل إلى حيوانات لاحمة تتغذى من دمها لكي تعيش.
ولكن كلود كان يريد التحقق بواسطة التجربة للتأكد من الفكرة فقدم طعامًا من العشب للأرانب. ولاحظ بعد بضع ساعات أن لون البول أصبح مكدر وغير حمضي. ثم خضعت الأرانب مرة أخرى للإمساك عن الطعام. وبعد مرور 24 ساعة تغير البول مرة أخرى إلى الصفاء والحموضة الشديدة. ثم تحول مرة أخرى إلى بول مضطرب اللون وغير حمضي حين قدم لها عشبًا.
وقام بتكرار هذة التجربة عدة مرات، وكان يحصل على نفس النتيجة كذلك، وجرب نفس التجربة على الأحصنة باعتبارها حيوانات عاشبة. ورأى أن بولها مكدر اللون وغير حمضي. وحين يمسكها عن الطعام تنتج حموضة مفاجئة في بولها وزيادة مهمة في مادة الأوريا وهي مادة بلورية توجد في بول الحيوانات اللاحمة.
وتوصل في النهاية إلى حقيقة لم تكن معروفة وقتها وهي أن كل الحيوانات تتغذى باللحم وعند إمساكها عن الطعام، يصبح بول الحيوانات العاشبة مشابهًا لبول الحيوانات اللاحمة.
تعرف كذلك على: كيف الغي اختبار قياس بعد السداد
التجربة أساس ومصدر المعرفة العلمية عند كلود برنار
أكدت تجربة كلود برنار على الأرانب، أن التجربة هي أساس ومصدر المعرفة من خلال اتباع خطوات المنهج التجريبي الذي يبدأ في نظر كلود بمعاينة الظاهرة معاينة شاملة دون الاعتماد على فكرة مسبقة. وبعدها يتولد في ذهن العالم الفكرة تبعاً للملاحظة الفرضية وللتحقق من صحة أو عدم الفرضية يقوم بالتجربة وينتج عن التجربة القانون العلمي.
المنهج التجريبي عند كلود بارنر
اعتمد منهج تجربة كلود برنار على الأرانب على 4 خطوات وهم:
الخطوة الأولى: الملاحظة
تتم الملاحظة من خلال متابعة واقعة ما، وتتخلى فيها عن الأحكام المسبقة وينتج عن الملاحظة سؤالاً.
الخطوة الثانية: الفرضية
تعني الجواب المؤقت عن السؤال المطروح من الملاحظة وقد يكون صحيحًا أو خطأ. لكي تكون الفرضية علمية يجب أن تكون قابلة للتحقق التجريبي.
الخطوة الثالثة: التجربة
تعني التجريب للتحقق من صدق أو كذب الفرضية.
الخطوة الرابعة: القانون
استنتاج القانون الذي يحكم الظاهرة.
تطبيق المنهج التجريبي على تجربة كلود بارنر على الأرانب
قام كلود بتطبيق منهجه التجريبي الذي سبق وأن تحدثنا عنه على ظاهرة لاحظها. والتي تتعلق بتغيير لون بول الأرانب ليشبه لون بول الحيوانات اللاحمة.
جاءت التجربة كما يلي:
- الملاحظة: حيث لاحظ كلود أن لون بول الأرانب لا يشبهه لون بول الحيوانات العاشبة. وإنما يشبهه لون الحيوانات اللاحمة.
- الفرضية: افترض كلود أن الأرانب إذا بقيت فترة ما دون طعام تأكل من الاحتياطي الموجود في دمها.
- التجربة: منع كلود العشب عن الأرانب. فتحول لون بولها إلى لون صافي وحمضي. وعندما أعطاها العشب مرة أخرى تحول إلى لون مكدر وشديد الحموضة.
- القانون والاستنتاج: استنتج كلود كذلك أن الأرانب والحيوانات العاشبة عمومًا إذا أمسكت عن الطعام تغذت من لحمها فيصبح بولها صافيٍ وحمضي.
في النهاية يجب معرفة كذلك أن تجربة كلود بارنر على الأرانب تجربة علمية مثبتة بالملاحظة والتجربة والفرضية والقانون.